كان سبب سوء رأي شرف الدولة في نصر بن هارون اغترار نصر بيومه وترك النظر لغده وأنّه كان يضايقه في أيام عضد الدولة في آرابه ويستقصى عليه في أسبابه، ثم لعداوة كانت بينه وبين أصحابه فهم لا يزالون يوغرون صدره عليه ويقبحون أثره لديه. ولم يكن سبب هلاك محمد بن عبد الملك الزيات الوزير على يد المتوكل على الله إلّا ما سبق من تقصيره في أيام أخيه الواثق بالله والخبر مشهور. » فأعاد بندار قوله على محمد. كان أبو الفرج جاهلا متهورا فحسد أبا محمد على موضعه فأعمل الحيلة في الفتك به. وكتبت عن عضد الدولة كتب بذلك إلى كلّ صقع حسب العادة وضمّنت ذكر القبض على أبي الريّان حمد بن محمد وذمّ أفعاله واستدعاء أبي منصور نصر بن هارون الى الحضرة ليقوم مقامه في أعماله، وأنفذ مع كل كتاب نسخة يمين بالبيعة لتؤخذ على الأمراء والقواد وأتباعهم من الأصحاب والأجناد. لما أفضى الأمر الى صمصام الدولة قبض على الأمير أبي الحسين في الدار ببغداد ووكّل به.

لما توفّى عضد الدولة كتب بعض الخواص بالخبر الى كرمان فسار شرف الدولة عند وقوفه على ذلك إلى فارس كاتما أمره. يُنصح ببدء التبخير عند درجة حرارة منخفضة ثم رفع الحرارة ببطء للتمتع بنكهة الشيشة بشكل مثالي. وقدم أبو نصر خواشاذه ورسول من الأمير أبي الفوارس إليه فلبث عنده أياما وعاد بالجواب ثم راسل أخاه فخر الدولة بالوعود الجميلة وبذل له ولاية جرجان وتقويته بما يحتاج إليه من الأموال فلم يسكن فخر الدولة إلى قوله وأقام بموضعه. فأنعم بالإجابة ولقّبه صمصام الدولة، وشرّفه بالعهد واللواء والخلع السلطانية وجلس صمصام الدولة جلوسا عامّا حتى قرئ العهد بين يديه وهنّأه بما تجدّد لديه. فلمّا وصل إلى أرجان ورد الخبر بحصول شرف الدولة بشيراز وكرّ راجعا ودخل الأهواز وعوّل على أبي الفرج في مراعاة الأمور وتدبير الأعمال وأظهر المباينة وارتسم بالملك وتلقّب بتاج الدولة، وأقام الخطبة لنفسه. فلمّا ورد الخبر بهزيمة باد واستقرّ الأ