وقال مرة: قلت له دلني على عمل أجد قلبي فيه مع الله تعالى على الدوام فقال لي: لا تنظر إلى الخلق فإن النظر إليهم ظلمة، قلت: لا بد لي من ذلك، قال: فلا تسمع كلامهم فإن كلامهم قسوة، قلت: لا بد لي من ذلك، قال: فلا تعاملهم فإن معاملتهم وحشة، قلت: أنا بين أظهرهم لا بد لي من معاملتهم، قال فلا تسكن إليهم فإن السكون إليهم هلكة، قلت: هذه لعلة، قال: يا هذا أتنظر إلى الغافلين وتسمع كلام الجاهلين وتعامل البطالين وتريد أن تجد قلبك مع الله تعالى على الدوام? وقد وصفت هذه الشجرة بكونها ملعونة ولا ذنب لها، للعن الكفار الذين يأكلونها، توسعا في الاستعمال وهو كثير في كلام العرب. وبالجملة فإن العطش في مثل هذا المزاج يتواتر ولا يجوز. فتحرموا ما لم يحرمه الله عليكم، فإن ذلك إغواء منه، والله المبدع قد أباحها لكم فليس لغيره أن يحرّم أو يحلل، ولا أن يتعبدكم به. اعلم أن أكثر اليرقانات الصفر والسود فإن زيد البول يُصبغ فيها وكلما كان البول أكثر صبغاً فهو أحدّ وأدل على سلامة الكبد وقوتها.

ومنه ( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ): أي فأدخلوه فيها. قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ): قال الراغب الأصفهاني: أي فخافون . قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ): أي ما أدخلكم. قاله ابن قتيبة، وأبو بكر السجستاني: أي ما أدخلكم. قاله ابن قتيبة، والبيضاوي، وبه قال مكي(هد)، والعز بن عبدالسلام، والنسفي، والواحدي(ج)، والطبري، والجلال المحلي، والإيجي، وأبو السعود. مثنى ذاك. قاله أبو السعود. الخوف. قاله أبو حيان الأندلسي(س)، ومقاتل، والطبري، ومكي، وجلال الدين المحلي، والسمرقندي، ومكي(هد)، وبه قال البغوي. ومنه ( كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ): قال البيضاوي: ندخله. ومنه ( وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ): يخافون. قاله مكي (هد)، والطبري، مقاتل، والسمرقندي: يعني يخافون الله. قاله البقاعي، والنسفي، ونظام الدين النيسابوري، والخطيب الشربيني.